تراجع الأخضر- المعضلة والحلول لصناعة جيل جديد من المواهب

المؤلف: سامي المغامسي10.23.2025
تراجع الأخضر- المعضلة والحلول لصناعة جيل جديد من المواهب

كل من تابع كرة القدم تأثر وتألم لخسارة المنتخب السعودي أمام نظيره العماني، الذي أظهر استحقاقًا تامًا للفوز والتأهل إلى المباراة النهائية للبطولة الخليجية. يجب أن نكون منصفين وواقعيين، فالمنتخب السعودي قد فقد جزءًا كبيرًا من تألقه الذي كنا نعهده، خاصة بعد المشاركة الأخيرة في كأس العالم بقطر. ففي مشاركته في كأس آسيا لم يقدم أداءً مقنعًا تحت قيادة المدرب الإيطالي، وتكرر الأمر نفسه في التصفيات الأولية لكأس العالم، حيث لم يكن الأداء يرتقي إلى مستوى التطلعات، وشهدت التصفيات النهائية تعادلات وهزائم غير متوقعة. ومع عودة المدرب الفرنسي السابق هيرفي رينارد، على أمل أن يعيد للمنتخب بريقه ويحل المشاكل التي واجهته في الفترة السابقة، لم يطرأ تغيير يذكر واستمر الوضع على ما هو عليه، وهو بالتأكيد يتحمل جزءًا من المسؤولية. الجماهير السعودية تتملكها الدهشة والاستياء من هذا التراجع الملحوظ في مستوى المنتخب، الذي اعتادوا أن يروه في المنافسات النهائية وتحقيق البطولات. إن الإنجازات التي يحققها المنتخب الوطني تعتبر دائمًا أهم مؤشر لنجاح أي اتحاد رياضي، وهو يتحمل المسؤولية الكاملة عن أي إخفاق أو تراجع. الخسارة في عالم كرة القدم أمر وارد وطبيعي، فالكل يعمل بجد واجتهاد، لكن الفوارق الفنية والبدنية بين المنتخبات التي كانت تفوز بسهولة في السابق قد تقلصت بشكل كبير، ولم يعد هناك منتخب ضعيف وآخر قوي في محيطنا. ومع ذلك، يبقى الفيصل في كيفية التفوق على الآخرين وخلق الفارق بينك وبينهم. هناك عوامل عدة تلعب دورًا حاسمًا في تحديد مستوى المنتخب والنتائج التي يحققها، بالإضافة إلى نوعية اللاعبين الذين يمثلونه. ففي الآونة الأخيرة، شهدت مخرجات الأندية السعودية تراجعًا ملحوظًا، وهناك نقص واضح في المواهب السعودية في كرة القدم. كيف يمكننا صناعة جيل جديد من المواهب يضاهي اللاعبين السابقين؟ على الرغم من أن لاعبي المنتخب كانوا يأتون من مختلف الأندية، ولم يكن التركيز مقتصرًا على الأندية الجماهيرية فقط عند اختيارهم، إلا أنه من الضروري البحث عن لاعبين ليس فقط في دوري روشن، بل أيضًا في دوري يلو، خاصة مع الوضع الحالي الذي يسمح بمشاركة عشرة لاعبين أجانب في دوري روشن، مما يحد من فرص مشاركة اللاعبين السعوديين. من الأهمية بمكان التفكير بطرق إبداعية والبحث عن حلول مبتكرة لكيفية اكتشاف وصقل النجوم والمواهب القادرة على تمثيل المنتخب الوطني وإعادة توهجه. كرة القدم ليست معقدة كما يظن البعض، بل هي في غاية البساطة، ولكنها تحتاج إلى أفكار جديدة لخلق جيل قادر على تحقيق آمال وطموحات جميع عشاق الأخضر، الذين اعتادوا دائمًا أن يروه في المقدمة. المرحلة القادمة تحمل تحديات جمة للمنتخب السعودي، والمرور عبر تصفيات كأس العالم ليس بالأمر المستحيل، لكن التحدي الحقيقي يكمن في كيفية التغلب على المشاكل التي ظهرت في أداء المنتخب، سواء في خط الحراسة أو الدفاع، والتي تتطلب تدخلًا سريعًا ومعالجة فورية. كما نحتاج أيضًا إلى حل مشكلة ندرة المواهب السعودية في الأندية، فبعد أن كانت الكرة السعودية منبعًا للمواهب والنجوم، فقدنا الكثير منها في الفترة الأخيرة. هناك أسباب واضحة لهذا التراجع، يجب على المسؤولين في الاتحاد السعودي لكرة القدم تشخيصها وتحديدها بدقة. فالمنتخب السعودي هو عنوان النجاح لكل مجلس إدارة، ونحن متفائلون بأن يعود الأخضر إلى مستواه المعهود في الوقت المناسب، كما عودنا دائمًا.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة